كنت أسير في درب شائك
ضيق ملئ بالعثرات
أحمل في الجعبة أمانة
لملك الجبال الحمراوات
أرسلني بها مولاي
وأنا دونها هالك
لم أعرف ما فحواها
وما بداخل محتواها
لكن ذهبت لطريقي
رغم حذر المحذرون
وتنبيهات العرافون
وصراخ المكلومون
قالوا طريقك ليس بسهل
والأمانة قد لا تصل
فهو طريق مهجور
والجه مقبور
والخارج منه بسلام
وادع كالعصفور
الفارس لا يهزم
ويخاف المجهول المبهم
والأمر لابد منفذ
والأقدار بيد العلام
وسهم المكتوب سينفذ
سرت في الدرب المقفر
ويدي مشدودة
ممسكة بالسيف المشهر
لم أسمع صوتاً
لم أبصر أحدا
حتى الجن تخاف طريقي
فلن يدخله العقلاء
كي تسلبهم العقل
أو العشاق
كي تسرق منهم العشق
أو حتى سفاح
داخله رغبة في السفك
والنهب والقتل
وخرجت من الدرب
مسلوب اللب
مرتجف القلب
ومشيت
مر تكزا على فرس واجل
ووصلت لملك الجبل الأحمر
وفتحت الجعبة
وأخرجت العلبة
كانت من فضة تزهر
وعاج يضوي كالمرمر
وحين رفعت الغطاء
وجدت قلب بشري
لكني رأيت
ليس ككل القلوب
بل كان قلبا ميت