إجراءات أمن استثنائية بشوارع لندن استعدادا لعرس حفيد الملكة
رغم ان العرس مقرر له الجمعة المقبلة الا ان سكان مدينة لندن خاصة القريبة من قصر باكينجهام الملكي وكاتدرائية ويستمينستر آبي التي ستقام بها مظاهر زفاف الامير ويليام حفيد ملكة بريطانيا الى رفيقته كيت ميدلتون فوجئوا صباح السبت الماضي بمظاهر امنية لم يعتادوها من قبل الا ايام زيارة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن الى إنجلترا قبل 7 اعوام فقد اقيمت حواجز كثيرة جدا بشوارع محيطة بالكاتدرائية ولم تخل محطة ماربل ارش الشهيرة بازدحامها المتواصل والقريبة نسبيا من القصر الملكي من اجراءات الامن الشديدة ويتم حاليا ايقاف كل من تشتبه فيه الشرطة ولو مجرد اشتباه ويخضع لاسئلة كثيرة حول لماذا اتى الى هذه المنطقة بينما هو يعرف انها ستخضع لاجراءات امنية.
و يتم التعامل الصارم مع اصحاب الشوارب او اللحى الكثيفة بحيث ان بعضهم يساق مباشرة الى سيارات الشرطة القريبة كما انه لا يسمح للنساء المسلمات المنقبات بالسير في الشوارع وقد افادت بعض المصادر ان شارع ايدجوار رود الشهير برواده العرب يتعرض حاليا لموجة واسعة من الاجراءات الامنية الصارمة خاصة في تجمعات المقاهي العربية المعروفة ولا يبعد الشارع العربي الشهير في لندن عن منطقة القصر الملكي كثيرا كما شهد شارع كيلبورن الشهير بالتواجد الايرلندي حملات امنية مشابهة.
وقد اعلنت سلطات شرطة اسكتلنديارد (ميتروبوليتان بوليس ) عن تلك الاجراءات مساء الجمعة عبر نشرات الاخبار التلفزيونية والاذاعية واشارت الى ان الاجراءات الامنية الصارمة سيتم تطبيقها على الجميع بلا استثناء استعدادا للعرس الملكي وكانت اجهزة مكافحة الارهاب البريطانية وضعت خططاً أمنية صارمة بعد تهديد جماعة مسلحة باستهداف الزفاف الملكي حيث يخشى من قيام منشقين جمهوريين ايرلنديين وتنظيم القاعدة بمثل هذا الاستهداف. وذكرت العديد من وسائل الاعلام ان جماعة مسلحة تخطط لإحداث فوضى خلال زفاف الأمير وأنها ستحوله إلى كابوس مالم ينسحب من الخدمة في الجيش البريطاني. كما ان شرطة سكوتلند يارد تخشى وقوع اشتباكات عنيفة يوم الزفاف الملكي بين ناشطي الجماعة المسلحة وأعضاء رابطة الدفاع الانجليزية اليمينية المتطرفة. وقد عرض موقع الجماعة صوراً لحرق التاج الملكي البريطاني وللأمير وليام وهو يبتسم فوق طفل افغاني ميت. وكانت جماعة أخرى اعلنت انها تخطط لتنظيم تظاهرة عارية لعرقلة زفاف الامير. وتخشى الشرطة البريطانية تعرض الامير وليام للاستهداف من قبل جماعات مسلحة في اعقاب الهجوم الذي استهدف سيارة كانت تقل والده الأمير تشارلز وزوجته في ديسمبر الماضي.
و قد وصلت بعض الاجراءات الامنية الى شوارع ابعد في منطقة شيفردز بوش الشهيرة ايضا بتواجدها العربي خاصة السوداني التي تشهد كل يوم نشاطا كبيرا في سوقها الشهير ولكن الاوامر الامنية صدرت بان يغلق السوق اعتبارا من الثلاثاء المقبل وان يتم اغلاق المحال التجارية امس السبت اعتبارا من الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي هذا رغم عدم اجراء اية مباراة لكرة القدم في ملعب لوفتاس رود بجوار نقطة شرطة لوفتاس بشارع جنوب افريقيا المجاور للملعب الخاص بانادي كوينز بارك رينجرز متصدر اندية الدرجة الاولى وفي منطقة كوينزواي الشهيرة بالجالية المصرية تم وضع حواجز امنية عديدة على كثير من الشوارع وانتشرت قوات امنية بزيها العادي فيما يقول الكثير من اصحاب العمارات ان الشرطة طلبت منهم السماح لقناصة من طرفها بان يصعدوا الى الاسطح من اجل المراقبة كما اكدت عدة فنادق في شارع ايدجوار رود خاصة فندق شيراتون وسط العاصمة انها ستسمح للقناصة الذين يتبعون وزارة الداخلية بان يتخذوا مواقع لهم من اسطح الفندق وهو احد الاماكن العالية القليلة في المنطقة.
واشتكى بعض اصحاب المحال التجارية خاصة المقاهي المنتشرة بمنطقة ماربل ارش وبالقرب من القصر اضافة الى قرب الكنيسة وبالتحديد شارع بارك رود من التضييقات الامنية عليهم وقالوا انهم كانوا يتطلعون لهذه المناسبة الملكية العزيزة كي تزيد مداخلهم فاذا بالعكس يحدث ويقل كثيرا عدد زوارهم وقال احدهم استطيع ان اشاهد بعيني الان وجود قوات امنية اكثر بكثير من اعداد الناس التي تاتينا يوميا .. اننا نخسر الان اضافة الى خسارتنا في ايام اعياد « بنك هوليداي « وبالحرف قال احدهم : اصبحت اكره اجازة البنوك هذه اكرهها لانني اخسر كثيرا فيها يتوقف الحال تماما وتاتي المناسبة الوحيدة التي يمكن ان نحقق فيها المكسب المنتظر فاذا بالاجراءات الامنية تضيق علينا الوضع اكثر واكثر ..
و بينما انتقد البعض الاجراءات الامنية التي وصفت بانها مبالغ فيها وتكاليفها كبيرة للغاية فان صحفيين كثر برروها بان بريطانيا لا تريد ان تشهد مجددا حوادث «سبعة سبعة الفين وواحد » والمقصود هنا هو الحوادث الانتحارية في 7 اغسطس 2001 التي وقعت في مترو الانفاق وادت لكثير من الضحايا بين قتيل وجريح.
وبعيدا عن الاجراءات الامنية فقد تسابقت شبكات التلفزة العامة والخاصة بعرض الكثير من لقطات الاعراس الملكية خاصة زفاف الاميرة الراحلة ديانا والدة «العريس » الى والده الامير تشارلز والذي يعد فرح القرن الماضي بدون منازع.
بيد ان مصادر صحافية استبعدت ان يكون فرح ويليام هو فرح القرن الجديد نظرا لحالة التقشف الشديدة التي تعيشها انجلترا بفعل الازمة الاقتصادية المستمرة.
و بالقاء نظرة على الافراح الملكية الشهيرة فاننا نكتشف ان الامير بيتر فيليبس حفيد ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية تزوج خطيبته الكندية أوتمن كيلي في قلعة ويندسور في حفل حضره افراد العائلة المالكة. وبيتر هو الأول من جيل أحفاد الملكة الذي يتزوج. وتزوج العروسان اللذان يبلغ كلاهما الثلاثين من العمر في كنيسة سانت جورج في قلعة ويندسور. ويعمل فيليبس، وهو أكبر أحفاد الملكة ونجل ابنتها الوحيدة الأميرة آن، في مجال رعاية سباقات السيارات وياتي في المرتبة 11 في سلم العرش البريطاني. وصمم فستان العرس ساسي هولفورد أما تاج العروس فقد اقترضته من الأميرة آن ( والدة العريس ) لمدة يوم واحد والمجوهرات التي تزينت بها هدية من عريسها. وعلى عكس أولاد خاله الأمير وليام والأمير هاري أو شقيقته زارا فيليبس بطلة الفروسية، فضل بيتر فيليبس البقاء خارج دائرة الضوء. غير انه قبل عرضا من مجلة هالو بالتقاط صور له في حفل الزواج مقابل 500 ألف جنيه استرليني (نحو مليون دولار).
والتقى الامير زوجته أوتمن كيلي، وهي فتاة عادية للغاية وأبعد ما تكون عن الحياة الأرستقراطية، في سباق «الفورمولا1» عام 2003 في مسقط راسها مونتريال بكندا.
وعندما تصف أوتمن زوجها تقول عنه إنه متواضع والجميع يحبه، بينما يقول بيتر عن عروسه إنها جميلة وتتمتع بروح الدعابة. ووصفت مجلة هالو هذا الزواج بأنه «قصة غرامية ساحرة أقامت جسرا بين القارات والانقسامات الاجتماعية». واعتنقت الشابة الكاثوليكية المذهب البروتستانتي كي يحتفظ زوجها بترتيبه في لائحة العرش، فالقانون البريطاني الذي يعود الى 1701 لا يجيز لولي عهد متزوج من كاثوليكية تولي العرش.
وحضر الزواج الملكة وزوجها الامير فيليب والاميرة آن وزوجها السابق مارك فيليبس وولي العهد الامير تشارلز وزوجته كاميلا. وأشارت وسائل اعلام إلى غياب ابن الامير تشارلز وليام.وقال مكتب الامير تشارلز ان وليام ارتبط مسبقا بحضور زواج صديق له في كينيا وقد تقرر ان تمثله صديقته كيت ميدلتون البالغة من العمر 26 عاما في الحفل. وحضر الابن الثاني لتشارلز هاري البالغ من العمر 23 عاما برفقة صديقته تشلسي ديفي وهي من عائلة ثرية من جنوب افريقيا. وذكرت وسائل الاعلام ان ديفي تلتقي الملكة للمرة الاولى بهذه المناسبة. وادى حضور الشابتين الحفل الى احياء تكهنات في الصحافة بخصوص احتمال زواج نجلي الامير تشارلز. قد داعب الأمير هاري إبنة عمته زارا في الحفل بسبب فستانها الذي يكشف الكثير. لقد كان حفل زواج بيتر وأوتمن الملكي عصريا للغاية.
هذا ورفض القصر الملكي بشدة عرضا من مجلة «هالو» الشهيرة بان يتم تصوير الامير ويليام وعروسه فقط لصالح المجلة على ان تنشر المجلة الصورة فقط في عددها القادم وقد فسرت هذه الخطوة على ان القصر الملكي يسعى لان يرى العالم كله صورة.
و قد طلب القصر الملكي ايضا ان يتم نقل الزفاف كله الى العالم مجانا من خلال شبكة تلفزة البي بي سي الحكومية تماما مثلما حدث في زفاف الامير تشارلز ولي العهد الى الاميرة الراحلة ديانا وفسر ذلك على ان الملكة اليزابيث الثانية ترد على انتقادات عديدة من جانب الرأي العام فيما قيل عن اقتصار مشاهدة جوانب من حفل الزفاف على قناة تبث فقط على الاقمار الصناعية واو من خلال ديكودر للقنوات الارضية هي «بي بي سي اينترتاينمنت» وبناء على التعليمات الصادرة من القصر الملكي اعلنت قنوات البي بي سي انها ستنقل العرس الملكي على قنواتها المفتوحة بنظام الصورة فائقة الوضوح « هاي ديفينشين « وستتولى ايضا قناة تلفزيون وزارة الدفاع البريطانية نقل مراسم العرس الى كافة انحاء العالم مجانا اضافة الى القنوات الاخبارية المعروفة حول العالم وقد سمحت بريطانيا لاية قناة تلفزيونية او اذاعية تريد بث هذا الحفل بدون اخذ تصريح في محاولة لايصال الصورة الى جميع القارات الخمسة كما ستقوم شبكة اليوتيوب الشهيرة ببث العرس مباشرة في سابقة تاريخية نادرة حيث لم يسبق لها ان فعلت هذا من قبل كما اعلنت بعض المواقع الالكترونية انها ستبث الحفل مباشرة من بدايته حتى نهايته هذا واظهر احدث استطلاع للرأي ان أكثر من نصف البريطانيين سيتابعون زفاف الامير وليام ومن المنتظر ان يصبح الزفاف الملكي واحدا من أكثر المناسبات مشاهدة على مستوى العالم ويقدر البعض عدد المشاهدين بملياري شخص. وجاء في الاستطلاع ان 56 في المائة من البريطانيين سيشاهدون زفاف وليام ابن الامير تشارلز ولي العهد والاميرة الراحلة ديانا والثاني في ترتيب ولاية العرش البريطاني وأعلنت السلطات البريطانية يوم الزفاف عطلة رسمية ومن المتوقع ان يقف الآلاف على جانبي الطريق المؤدي من قصر بكنجهام الى كنيسة وستمنستر ابي او يتابعون وقائع المناسبة على شاشات عملاقة وضعت في المتنزهات والمقاهي. وستقام حفلات في الشوارع في شتى انحاء البلاد بهذه المناسبة.وكان الاكثر اهتماما بالحدث المنتظر النساء بنسبة 65 في المائة ومن هم فوق سن الستين بنسبة 65 في المائة والمحافظون 64 في المائة.
ويفضل ثلاثة ارباع البريطانيين الحكم الملكي مقارنة بنحو 18 في المائة فقط يريدون تحويل بريطانيا الى جمهورية. ولم تتحرك هذه النسبة كثيرا منذ ان بدأت مؤسسة الاستطلاع في طرح هذا السؤال عام 1993 . وتولت الملكة اليزابيث عرش بريطانيا منذ نحو 60 عاما واحتلت بذلك المركز الثالث في أطول ملوك البلاد حكما.وانقسم البريطانيون حول ما اذا كان على الامير تشارلز ولي العهد التنازل عن ولاية العرش لصالح ابنه الاكبر وليام من ديانا «أميرة القلوب» التي قتلت في حادث سيارة في العاصمة الفرنسية باريس عام 1997إجراءات أمن استثنائية بشوارع لندن استعدادا لعرس حفيد الملكة